14‏/12‏/2009

مسيرة الشموع تضيء ليل الرباط



سليمان الطلب
Monday, December 14, 2009

شهدت قــاعة المركب الثقافي المهدي بن بركـة بالربـاط ليلة الأربعـاء الماضي حدثــــا استثنائيا بتخصيص يوم تضامني من طرف هيأة دعم الأطر العليا المعطلة تزامنا مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تحت شعار: من أجــل الـحق في الشغل والــكرامة.
وقد حضرت معظم المجموعـات الوطنية لحاملي دبلومات السلك الثالث والماستر، حيث شهد الشارع المؤدي للمركب الثقافي إنزلال أمنيا مكثفا من قبل قوات الجينرال لعنيكري وباقي الأجهزة الأمنية، وذلك تحسبا لأي انفلات. إذ تجاوز الحضور أكثر من ألف ومائتي (1200) إطار معطل، وهو العدد الذي لم تستوعبه القاعة، مما اضطر الكثيرين منهم إلى الانتظار خارج المركب.
داخل القاعة، أجمعت  مختلف المداخلات علـى ضرورة وضع حد لمعانـاة هــذه الفئة مـن الشباب الحامل للشهادات العليا، والتي تعاني العطالة والقمع في شوارع العاصمة المغربية الرباط. حيث أكدت مجمل كلمات أفراد الهيأة على وجوب إيجاد مناصب الشغل التي تتلاءم والشهادات التي أفنى هؤلاء الأطر حياتهم من أجــل الحصول عليها. وأكــدت المـداخلات،  كـذلك، على ضرورة التعامـل مع ملف العطـالة بمنطق الـحوار الجدي والتفاعـل الإيجـابي عوضا عن منطق الهراوة والمقاربة الأمنية التي تتبناها الحكومة المغربية.
بعد ذلك، انطلقت مسيرة  حـاشدة من أمام المركب الثقافي باتجاه ساحة بـاب الـحد، حيث أضاءت الشموع  التي حملتها الأطر (الصورة) ليل الرباط البارد في مشهد مهيب أضفى على العاصمة مسحة رومانسية ولو للحظات قليلة.
يشار إلى أن عدد  المعطلين بالرباط قد ازداد بشكل كثيف في الأشهر الثلاثة الماضية، حيث ”تناسلت” المجموعات إلى الـحد الذي صـار معها شارع محمد الخامس محجا لما لا يقل عـن ألفي )2000( معطل.
ويذكر أن القانون  المالي لسنة 2010 قد نص على إحداث الحكومة  لحوالي 24000 منصب شغل، تخصص منها نسبة 10 فـي المـائة للأطـر العليا الـمعطلة. حـيث ينتظـر المعطلـون كيفية ”توزيع” هذه النسبة على المجموعات. فهل ستحتفظ الحكومة بما كانت قد ” دأبت” عليه سابقا من أن الأولوية في التوظيف ستخضع “للشرعية التاريخية ” في النضال، أم أن للحكومة المغربية عصا سحرية قادرة على امتصاص كل حاملي الشواهد العليا؟
هو إذن امتحان للوزير الأول وفريق المستشارين الذين  يعملون بجانبه، خاصة وأن عباس الفاسي أبدى غير مامرة ”عطفه” على هذه الفئة من الشباب.


Hespress

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق