23‏/1‏/2010

التعطيل سياسة عمياء


بقلم الإطار عبد الرحيم المصباحي عضو الرابطة الوطنية للأطر العليا المعطلة

لا يختلف اثنان على أن الذي يصل إلى مستوى الدكتوراه أو دبلوم الدراسات العليا أو المهندس أو الماستر بالشخص أو الطالب العادي، بل لا بد أن تتوفر فيه شروط ظاهرة و أخرى باطنة




ظاهريا يتوجب على هذا الصنف من الأشخاص أن يكون

 نجيبا و هذه الصفة وحدها يفترض في صاحبها الذكاء بمعنى القدرة على استيعاب الأفكار و المعارف بالإضافة إلى ملكة اختزالها و تحويلها إلى منتوج علمي متفرد


 نبيها و هي صفة تستلزم في من يتحلى بها صفات أخرى منها على سبيل المثال انتقاء المعارف و الأفكار التي تخدم مشروعه العلمي و بموازاة ذلك الأخذ بعين الاعتبار عامل الوقت و كذلك الظروف المحيطة


 منضبطا، لا نبالغ إذا نعتنا الأطر العليا بكونها منضبطة لأنه لولا هذه الصفة لما استطاع هؤلاء الأشخاص الترقي في المستويات العلمية، و لعل هذه الصفة وليدة أو نتيجة لتمازج صفات أخرى كالإحساس بالمسؤولية و التنظيم و تقدير جهود الآخرين


أما الصفات الباطنة و التي من دونها تبقى تلك المذكورة سالفا غير ذات جدوى فهي بالمثل تحتوي كل واحدة منها على رزنامة من الصفات أهمها


 طول النفس و هي خصلة فريدة تيسر لصاحبها مشاق البحث العلمي و ما يستدعيه من صبر و مثابرة بالإضافة إلى استبطان فكرة الاستمرارية وفق وثيرة محفوفة بالعطاء و التميز


 القدرة على التواصل، ليس غريبا على شخص بالصفات السالفة أن يكون تواصليا إذ لا يعقل أن ينجز بحثا معترف به أكاديميا من غير أن يكون لبقا سواء مع أساتذته أو مع من يعدون مصادر للمعلومات سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات


 الإيمان بالنجاح، و هي خصلة لا تتوفر إلا في من يمتلك الثقة و العزيمة إلى جانب الشجاعة و كلها شيم الأبطال


القدرة على تطوير الذات، لا يكتفي من يحوز لقب الكفاءة العلمية بما يلقن في المعهد أو الجامعة من قبل الأساتذة أو ما ينهله من الكتب و إنما هو دائم البحث عبر جميع الروافد المعرفية موظفا قدراته التواصلية و قابليته للتكيف مع الظروف و المؤسسات


إن ما ذكرناه لحد هذه السطور ليست كل الصفات التي تتمتع بها الأطر و لاحتى معظمها لكننا نعتقد أنها كافية للجزم بأن توظيف هؤلاء سيكون لا محالة نعيما على وطنهم و على مجتمعهم، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار ما يتميزون به من حسن الخلق و الغيرة على وطنهم التي يجسدها نضالهم و رغبتهم في المشاركة في جهود التنمية التي تتطلع إليها بلادهم


أمام هده الشيم و المقومات لا يسعنا إلا أن نتساءل قائلين ألا يستحق هؤلاء الأطر أن يكرموا؟؟ و لعل خير تكريم هو تمكينهم من حقهم في الشغل حتى يستمروا في العطاء بما يعود على شعبهم بالخير و الرفاه أم أن الساعة اقتربت كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ... يوم يعز الشعراء و يذل العلماء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق