21‏/11‏/2009

خلجات معطل مغربي






خلجات معطل مغربي.. لاجئ قضية "كرامة"!
أحترف الحزن والانتظار
أرتقب الآتي ولا يأتي
تبددت زنابق الوقت
عشرون عاما وأن أحترف الحزن والانتظار...
 كلمات مقتطفة من رائعة مطربة الأجيال والقضايا؛ فيروز اللبنانية الجنسية، والرمز الفني الخالد لقضية اللجوء الفلسطيني.
عندما احتكمت لمنطق الورقة والقلم لأعبر عما يختلج المعطل المغربي من خلجات الظلم و التهميش، وخواطر اليأس والأمل، لم أجد في القضايا الإنسانية غير قضية اللجوء والإبعاد ومخيماتهما، وحق العودة والرجوع للديار بكل كرامة واعتزاز.. مرآة تعكس بشاعة ما يختلجني أنا الإطار المغربي المعطل ذي الجنسية المغربية الذي يزن ما يناهز اثني وعشرين سنة من التحصيل العلمي من داخل منظومتنا التعليمية التي "تحترم" نفسها وخريجيها عن جد... كما لم أجد غير هذه الكلمات المركزة الحابلة بأسرار مآسي اللجوء كقضية، والبطالة المغربية كتقمص شاهد على خلود المأسي... وإن بصور مختلفة.
.. دخلت مرة أبحث في موقع اليوتوب عن تسجيلات مصورة للمعطلين في العالم، حتى أبحث عن رفاق الدرب لأشاركهم ما أختلج صدري، فلم أجد إلا الاحتكار المغربي لهذه البوابة، فآثرت أن أربط قضية المعطلين بالجنسية المغربية.. لا لشيء إلا لفرادتها بعدما سمعت من إحدى "المقابر أو المنابر" الإعلامية الوطنية أن معدل البطالة تراجع في المغرب بنسبة %8. ولعل هذا من تمام الفرادة حيث ترابط أفواج وأفواج في الرباط العاصمة وكأن الأمر تمويه منا أو...
فرادة الجنسية المغربية؛ يمتزج باحتراف الحزن والانتظار، فيولد لدى المعطل المغربي رؤية هجينة بين رفض الحديث عن مستقبل غامض وفيه دخن، وبين ماض كئيب مليء بإرهاصات واهية ووعودِ غِواية.. وبين هذا وذاك نجد حاضرا اُحترفت فيه لغة الحزن والانتظار لدى المعطل المغربي.. وهي بذلك فرادة.
فرادة الجنسية المغربية؛ تجعل لغة الحوار مع المعطلين إطارها القمع والتنكيل لأطر لا ذنب لها إلا أنها ظنت يوما ما أنها ستساهم بما حصلت من علوم ومعارف في بناء صرح تليد لأمتنا المقهورة.. وها هي اليوم ترى انقشاع أحلام يقظتها على بوابة البرلمان الدموية، بين يدي من أرادوا أن تكون لغة الدم والقمع هي عنوان المرحلة، بل عنوان كل المراحل... لغة تفصل ماضي سنوات الرصاص الذي ولى، وبين حاضر سنوات القصاص الذي حل من بقايا الرصاص... وهي بذلك فرادة.
فرادة الجنسية المغربية تتساوى فيها كل الحقوق.. لكن عن أي حقوق نتحدث؟؟ عن حق المساواة في القمع، نتساوى نحن الأطر المعطلة في القمع مع مثيري الشغب في ملاعبنا الوطنية المنهزمة تاريخيا، وبين صغار اللصوص وتجار المخدرات في الأحياء {ذوي الدخل المنخفض، دون رقيب على كبار القوم منهم}.. نتساوى في دولة القانون في مرورنا في مفصلة واحدة بين يدي "القوة العمومية" التي نطعمها من ضرائبنا على مرأى التشريعي المغربي الذي ينتخبه الشعب، وكأننا ننتخب جزارينا.. تشريعي يشرع قوانين تعليمية ليعاقب المتخرجين فيها... وإن على رداءتها.. وهي بذلك فرادة.
فرادة الجنسية المغربية تمتزج بمحنة اللجوء اليومي للعاصمة الرباط من كل حدب وصوب تاركين عيالنا وأهلينا أملا في انتزاع حقنا الطبيعي في التوظيف المباشر.. فرادة يتساوى فيها المعطلون المكفوفون بالقمع، حيث ينكل بهم وهم لا يرون كيف تحرك الآلة القمعية ضدهم، كما يتساوى فيها اضطهاد ذوي الإعاقات الجسدية والمعطلات الحوامل والأمهات اللائي يحملن معهن أبناءهن الشاهدين على قتامة المرحلة التاريخية المغربية بامتياز "سنوات القصاص من المعطلين"... نتساوى فيها نحن ضعاف الشعب المغربي، أبناء وبنات ذلك المواطن الضعيف الذي يثقل كاهله بدفع الضرائب يُمنة ويُسرة، ضرائب تدفع يرجى منها خير المستقبل... لكن في جيوب سادة القوم... وهي بذلك فرادة.

صلاح الدين الزوبير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق